يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعامية اللبنانية للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

مقدمة بقلم شربل بعيني

   طرحت سؤالاً على أصدقائي عبر "الفايس بوك"، مفاده:
   هل يحق لي أن أكتب في الخامسة والستين قصائد إباحية وانشرها في ديواني الجديد "عبلى"؟
   هل يحق لي أن أعود الى زمن المراهقة يوم نشرت ديواني الإباحي الأول "مراهقة" في لبنان عام 1968، وأحدث ضجة كبرى؟
   ونشرت مع السؤال قصيدة إباحية من الديوان بعنوان "يا صبي" اعتبرتها الدكتورة بهية أبو حمد "قوية جداً" من ناحية الجرأة.
   ووصلتني مئات الأجوبة المشجعة، كان أولها من الأديبة داليدا اسكندر التي كتبت "يحق للشاعر ما لا يحق لغيره. اكتب واستشعر فذهننا بحاجة ماسة لدفء حروفك.
وانا متعطشة لقراءة ديوانك "عبلى"، فكل العناصر الادبية الاساسية ستتفاعل ومنها عنصر الخيال لتظهر الصور الحسية والخيالية بأبهى جمالها".
وكتب الاعلامي المهجري أكرم برجس المغوّش: "أخي شربل ما شاء الله عليك لبطتك تهد الحائط، فلماذا لا تكتب الغزل الاباحي".
أما الشاعر مخايل القزي فلقد ارتجل هذه الأبيات الزجلية:
جود بأشعارك جود
الشاعر ما لو حدود
والحب بالأشعار
درب للخلود
فما كان من ابن بنت جبيل البار الدكتور علي بزي إلا أن لاقى الشاعر القزي زجلاً، فقال:
مراهق، يا شربل، إنت بالستين
بتبقى صبي لو صرت بالتسعين
تعتق خمر بخابية شعرك
ويْغلّ عمر الحب بـ عمرك
وإستر يا الله بعد عشر سنين
   ولم يرضَ الاعلامي المصري أشرف حلمي الا ان يكتب: "يوجد مثل يقول: يموت الزمار واصابعه تلعب، واشرف يقول يعيش الكاتب وقلمه يكتب".
   أما الكاتب العراقي صباح عبدالرحمن فلقد اكتفى بكلمتين ليدل على موافقته: "مبدع دائماً".
   ولكي لا يقال أن الادب حكر على الادباء علّقت الفنانة اللبنانية فيكي مارون قائلة: "أكيد يحق لك أستاذ شربل، المهم أن يظل القلم يسمع منك ويطاوعك، والله معك".
   أما التعليق الذي سنتركه بلهجته اللبنانية التي كُتب بها الديوان، فلقد جاء من الشاعر والاعلامي سايد مخايل: "اللي متلك ما بيشيخوا، واذا كبروا بيصيروا متل الأرز الخالد، وكل قصيدة غصن من أرزة لبنانية".
وبالانكليزية علق الدكتور المصري صفوت رياض على الموضوع فكتب:
Dear Poet Mr. Charbel Baini age is just a number has nothing to do with your young emotional loving feelings.
So please give us more of these romantic poems which may ease us about the troubled current news in our Middle East countries.
وكتبت الاديبة شهلاء الألوان: "ابداع وشباب دائم".
أما الاديبة أميمة محمد فقالت:
"شربل...
أجد أننا نظلم هِرَمنا وكذلك المراهَقة بهكذا قول. أيام المراهقة لم يك لدينا أي مخزون بل محاولات كالحَبو. أما الان فالكتابة عن هكذا مشاعر أغزر وأجود وأجمل لوجود شواسِع نتكئ عليها في وجداننا. وصح لسانك".
   ووصفت الأديبة مي سمعان القصيدة بـ"العارية الشفافة الناطقة".
   وكما ترون، لم يترك المطرب العراقي اسماعيل فاضل، صاحب الصوت الذهبي، المناسبة تمر دون أن يكتب: "انت ذهب ومنور يا ذهب".
   ومن أم الدنيا مصر علق الأديب عادل عطية بما يلي: "مشاعر الروح لا تشيخ ولا تتبدد".
   ومن ألمانيا أطل الاعلامي اللبناني سعيد ب علم الدين قائلاً: "الشباب لحظة من لحظات الروح وليس فترة من فترات العمر. ابق شابا أخي شربل، يليق بك".
   وليس بمستغرب على شاعر المرأة، كما يلقبونه، أسعد المكاري، أن يقول: "احلا مراهقه بهالعمر وبحروف دافيه متل حروفك.. انت الجنس اللطيف بيحبك".
   أما الفنانة هند جبران فلقد بصمت لي بالعشرة حين قالت: "طبعاً يحق لك.. الرب يباركك".
   وتمنى الناشط الاجتماعي جورج ديّوب أن يعود طفلا فكتب: "ليتني كنت صبياً صغيراً مثلك". تيمناً بالصبي بطل القصيدة.
   وهذه الأبيات الشعرية من الصديق العزيز فاضل شباط تثبت أحقيتي في نشر ما أريد:
ما دام الحرف شرّف لحالو
وحب يلعب وشربل قبالو
مش هم شو بتقول عنو الناس
المهم ابو الشوش يغني موالو
   ومن نبع محبته الغامرة غرف الدكتور قاسم مصطفى ليبل عطشي بهذه الكلمات الجميلة: "استاذ شربل.. جميل الحنين للزمن الجميل بحرف مختلف اكثر اناقة واغنى تجربة وثقافة ووعيا مطرزا بالوجد والفرح".
   فادي الحاج الاعلامي المهجري قال: "كلما عاد الكلام عن الحب وخصوصا في غربة شاب فيه شعر المرء من مرارتها، تكون عودته بمثابة عودة الروح للجسد بعد انفصالها عنه، وتبدأ ترانيم الحياة بالحب، بالجاذبية الروحانية، بالتوحد، فيحلو كل مُر، ويعذب كل مالح، وتلمع العيون ببريق الأمل والسعادة، وتعزف أوتار القلب أعذب الألحان، ويأتي الربيع قبل الأوان وتذوب كل الآلام وتتلاشي الأحزان، ويصبح لون الغربة وردياً، وتتلون الأشياء بألوان الزهور وتتعطر برائحة السعادة التي هي أجمل وأزكى من أغلى أصناف العطور، ويشعر الإنسان بأنّ له جناحين قويين يطير بهما ويعلو فوق السحاب، حيث لا عذاب ولا عتاب وحيث ينهل من الحب بلا حساب، فما أحلى الكلام كلامك وما اروع الشعر كلام الحب ولو في عمر كبار الشباب".
   أما الآنسة ميرنا نعمة فلقد كتبت: "كلمات رائعة من شاعر عظيم".
والمفاجأة الشعرية جاءت من المصور المعروف عبد المجيد حجازي فلقد كتب:
وكأني فيك هاك الصبي الما كبر
والصبية الحبيتها.. بعد بتفتكر
ونهدات تحت زخات العرق تطلع
تا شابو هالشعرات والنار بتستعر
   بقي شاعران مهجريان عزيزان على قلبي لم أذكرهما، الأول فؤاد نعمان الخوري الذي قال: "مبروك يا صديقي، وسلمت يدٌ لا تتعب من العطاء"، والثاني روميو عويس الذي قال: " الشاعر عندما يكتب، يكتب لسواه من كل الاعمار وانت ادرى بذلك".
   هذه مختارات قليلة من تعليقات مشجعة كثيرة، أفلا يحق لي إذن أن أنشر "عبلى" بعد مرور 48 سنة على ديوان "مراهقة" الذي قلت فيه:
هالحلمة اللي مشوبّه
يا ما قلوب مدوّبه
ومكتوب حدّا ع النهد
لا تلمسوني مكهربه
ـ2ـ
حلمتك يا زْغَيّرَه
متْعَجْرفه ومتكبّرَه
مين خَبّرا هيي الدني
يا زغيرتي والآخره
ـ3ـ
ما أطيبا هالفستقه
وهالفستقه يا مراهقه
عم تنعبد بهالدني
متل الإله الـ خالقا
بلى، يحق للشاعر أن يكتب في أي موضوع تقوده قريحته لطرق بابه شرط أن يوفق، وأتمنى أن أكون قد وفقت.
ملاحظة: بعض قصائد هذا الديوان نشرت باسم امرأة أخرى، ولكني وجدت أن "عبلى" هي الأحق بها، كيف لا وهي من أشهر نساء أمتنا العربية، وحبيبة عنتر بن شداد، فارس قبيلة بني عبس، وشاعرنا المبدع.
**